الأزهر

مرصد الأزهر: تجنيد الأطفال فى الحركات الإرهابية يمثل تهديدا حقيقيا وخطيرا

كتب:محمد الزهيرى
رصدت “وحدة اللغات الإفريقية” بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف إصدارًا جديدًا نشرته مؤسسة الكتائب – المنصة الإعلامية لحركة الشباب الصومالية – بعنوان “مسابقة قرآنية لمدارس التحفيظ في الولايات الإسلامية”، ليغطي نشاطات الحركة المزعومة في مجالِ تحفيظ القرآن الكريم للأطفال في المناطق التي تسيطر عليها الحركة في الصومال.

وأكد “المرصد” ،فى بيان له اليوم الثلاثاء ، أن هذا الإصدار الذي بلغت مدته 22 دقيقة، هو الجزء الأول من سلسلة إصدارات لمسابقات أخرى قد تنشرها مؤسسة الكتائب تباعًا في هذا الشأ، مشيرا إلى أنه استهل هذا الإصدار بكلمة لخالد الحسينان ، تبين فضل قارئ القرآن ومكانته، ثم عرض الإصدار صورًا حية من لقاءات المسابقة القرآنية التي شارك فيها عدد من الأطفال الصوماليين من مختلف الولايات الإسلامية، يتسابقون في حفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم.

وأشار “المرصد” إلى أنه قد ينخدع بعض الأشخاص من هذه الأمور الظاهرة الذي تفعلها حركة الشباب من إقامة للمسابقات القرآنية ، بهدف تحفيز الأطفال على حفظ كتاب الله وإتقان تلاوته، موضحا أن التاريخ الأسود لهذه الجماعة الإرهابية يحاكي ذلك، ففي عام 2011 أقامت هذه الحركة مسابقة مماثلة في حفظ القران الكريم، فكانت الجوائز عبارة عن آر بي جي وما يعادل 700 دولار للفائزون بالمرتبة الأولى، بينما حصل الفائزون بالمرتبة الثانية على بندقية كلاشنكوف وما يعادل 500 دولار ، أما الجائزة الثالثة فكانت عبارة عن قنبلتين يدويتين وما قيمته 400 دولار، وقد صرح مسؤول حركة الشباب – آنذاك – مختار ربو في احتفال توزيع الجوائز: “على الأطفال أن يستخدمون يدًا للتعليم والأخرى لحمل السلاح للدفاع عن الاسلام”.

وحذر المرصد، أن هؤلاء الأطفال يمثلون تهديدًا حقيقيًّا وخطيرًا؛ لأنهم عاشوا في تلك البيئة الملوثة أيدلوجيًا، وتشربوا أفكارًا متطرفة تَستلزِم بذل المزيد من الجهود لتوعيتهم وتحصينهم من مغبة الوقوع في براثن هذه الجماعات.

واختتم المرصد ،بيانه: من المسلم به عند الجميع أن الأطفال هم مستقبل أية أمة، فالاهتمام بالأطفال وتكوينهم العلمي والفكري هو خطة استراتيجية لضمان النجاح في المستقبل..ولا شك أن الإسلام قد أوصى بالعناية بالأطفال واهتم بهم اهتمامًا كبيرًا؛ الأمر الذي أكدت عليه الأديان والأعراف والقوانين، بل وحتى العادات والتقاليد والاجتماعية. فالطفل جوهرة نفيسة فإن عُوّد الخير وتعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عُود الشر شقي وهلك، فنفس الطفل الطيبة النقية يمكن أن يتم تزكيتها وتعليمها وتوجيهها نحو مستقبل أفضل، كما يمكن توجيها في اتجاه خاطئ وبذلك تشقى الأمم.

ومما لا شك فيه أن الأطفال إذا احتضنتهم أيدي الإرهاب فإنها تغتال براءتهم وتحطم مستقبلهم؛ إذ تجعلهم خطرين، تسعى المجتمعات إلى محاربتهم والقضاء عليهم. فحركة الشباب الصومالية تواصل سيناريو إجرامها بحق الأطفال الأبرياء وتخدعهم بشتى الطرق لاستقطابهم وجعلهم فريسة سهلة لتجنيدهم وبث أفكارها المسمومة في عقولهم، وكأنها تصرّ على مقابلة براءتهم بوحشيتها وتتعمد تبديد حلمهم بمستقبل أفضل إلى كابوس مزعج متعطش للدماء.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »